الثلاثاء، 21 فبراير 2012

جوهرة الصحراء (تمبكتو)


بسم الله الرحمن الرحيم
مدينة تمبكتو مركز حضاري هام
1 – مدينة تمبكتو
2 – تأسيس مدينة تمبكتو
3 – موقعها
4 – الحياة الاقتصادية في مدينة تمبكتو
5 – تغازة
6 – الحياة الثقافية في مدينة تمبكتو
7 – جامعة سنكرى

مدينة تمبكتو
كانت مدينة تمبكتو ذات شهرة عظيمة ومكانة خاصة في نفوس أبناء أفريقيا وفي تاريخ السودان الغربي ، إذ كان تاريخها سجلا حافلا لا في تجارتها فحسب بل حتى في علاقتها مع جيرانها .
وإن هذه المدينة بحق لتحتاج إلى دراسة وتنقيب لما تميزت به على مر العصور من إسهامات ثقافية وحضارية متميزة في المنطقة . 
تأسيس مدينة تمبكتو :
اختلف المؤرخون في تاريخ تأسيس تمبكتو إلا أن أغلب الآراء تؤكد أنها تأسست في أواخر القرن الخامس الهجري الحادي عشر الميلادي ، وذلك على يدي (قبائل من أصول أفريقية) (1) وكانت لديهم رحلتان الأولى في فصل الخريف حيث يرحلون إلى صحراء ( أروان ) (2) والثانية في فصل الصيف . 
ـــــــــــ
(1) الطوارق وعرب والقولان وصنغاي كانوا يقطنون بين تمبكتو وأروان أحمد بابير الأرواني ، مخطوطة السعادة الأبدية في التعريف بعلماء تمبكتو البهية رقم 16 تمبكتو ، مالي : مركز أحمد بابا التنبكتي ورقة 10 .
(2) قرية من قرى السودان الغربي تبعد عن تمبكتو عشرة أيام أو ما يقدر بحوالي 450 كم . لا توجد بها زراعة ولا ينبت بها العشب نظرا لانعدام الأمطار – أما مبانيها فهي من الطين ، مجهول مخطوطة تاريخ أزواد في خبر البرابيش وحروبهم مع الهوكار رقم 146 تمبكتو مالي مركز أحمد بابا التنبكتي ورقة 1 .
________________________________________________
ويقال أن ( تجار الصحراوين ) (1) أبان رحلتهم كانوا يتركون أمتعتهم وحوائجهم لدى أمة لهم تدعى (تنبكت) (2) . والباحث لا يميل إلى هذه الرواية ويراها بعيدة لسببين :
1 – أن ظروف الحياة لا تسمح للأمة بالبقاء وحدها في تلك الصحراء .
2 – أن جانب الأمن مطلوب للحياة وهو غير متوفر في تلك المنطقة وفي تلك الفترة والسببان السابقان كفيلان بدحض تلك الرواية ولكن ربما كان السبب الذي جعل إسم هذه المرأة علما لتلك المنطقة هو احتمال أنها كانت لها مكانة مرموقة بين جماعتها التي كانت تقطن معها وبذلك أصبح أسمها علما من أعلام تلك المنطقة . 
موقعها :
تقع مدينة تمبكتو على الحافة الجنوبية للصحراء الكبرى بما يعرف بمنحنى نهر النيجر (4) . وتعتبر مدينة تمبكتو حلقة وصل بين السودان الغربي والصحراء الكبرى وهي قريبة من نهر النيجر حيث يبعد عنها في فصل الصيف ستة عشر ميلا . 
___________
(1) أما في الخريف فإن ماء النهر يقترب منها فيصل قرية اعتمد الباحث على ما هو موجود في المخطوطات .
(2) ذكر الحسن الوزان أن مدينة تمبكتو أسسها ملك يدعى منا سليمان عام 610 هجرية / 1213 م على مسافة إثني عشر ميلا من أحد فروع نهر النيجر ، الحسن الوزان ح2 ص165 ومنهم من يقول أن تمبكتو أسسها البربر القادمون من الصحراء عام 580 هـ / 1087 م وقد ورد أن إسبانيا ذكر أسمها في خريطة 1373 م محمد عبد الفتاح إبراهيم ص50 – 104 بعض الكتاب يقولون أن تأسيس تمبكتو كان عام 494 هـ / 1100 م على أيدي طوارق البربر وأن تمبكتو حلت محل خيام غانا – توماس آرنولد ص355 .
(3) أحمد بابير الأرواني ورقة 9 – 10 أحمد بلعراف التكني ، ورقة 10 
(4) محمد الميري ، الإسلام في مالي مجلة تراث الشعب طرابلس اللجنة الإدارية للإعلام الثوري ، يناير ، فبراير ، مارس 1983 م ع9 ص 118 عبد العزيز كامل (( العروبة والحضارات الإفريقية في منظور جديد )) مجلة معهد البحوث والدراسات ، ع 3 ص 2 . 
________________________________________________

(كابرا) (1) . التي تبعد عن تمبكتو سبعة أميال . كما حددت مخطوطة السعادة الأبدية الموقع الجعرافي لمدينة تمبكتو مشيرة إلى أنها تبعد عن قرية (ولاته) بخمسة عشر يوما وأن بعدها من كاوا أي (جاوه) بنحو اثني عشرة مرحلة عن جهة الشرق وعن قرية (بوجبيها) (2) بنحو خمسة مراحل (3) . وكانت المناطق التي حول تمبكتو عامرة بسكان البادية أهل النزول والترحال الذين يرعون مواشيهم هناك والمعروف أن سكان تمبكتو كانوا خليطا من العرب الوافدين من غدامس وطرابلس والمغرب الأقصى والطوارق (4) . هذا وقد حدث تزاوج بين السكان الأصليين لتمبكتو وهؤلاء القادمين عليهم . حيث صاهر القادمون من الشمال الإفريقي أمراء وحكام مالي وكذلك عامة الشعب لدرجة أن إنصهروا إنصهارا كاملا في المجتمع الأمر الذي يؤكد التلاحم بين أهل تمبكتو الأصليين وجيرانهم من عرب الشمال الإفريقي . أما عن بناء مساكنهم فقد كانت تلك الجماعات القاطنة بتمبكتو تسكن في مساكن بنيت في بداية أمرها من عيدان الأشجار وحشائش النباتات وهي توضع على شكل (زرائب) ثم تطورت وبنيت مساكنهم من الصيان (5) وبقيت فترة من الزمن إلى أن تطورت حياة الناس وأصبحوا يبنون مساكنهم من الطين إلا أن أسوارها كانت قصيرة لا تستر من بداخلها (6) .
ـــــــــ 
(1) بكبر هكذا أطلق عليها أحمد بلعراف ورقة 3 .
(2) جاء ذكرها أنها تقع شمال مدينة تمبكتو حوالي خمس مراحل ، أحمد بلعراف التكني ، ورقة 10 .
(3) أحمد بابير الأرواني ، ورقة 6 .
(4) أحمد بابير الأرواني ورقة 6 .
(5) نوع من الأشجار ذات الجذوع الغليظة تكثر بتلك المنطقة .
(6) محمد محمود بن الشيخ بن سيدي ببكر القاضي سيد أحمد الأرواني مخطوطة الترجمان في تاريخ الصحراء والسودان وبلد تنبكت وشجيط وأروان وليدة وتاريخ الزمان في جميع البلدان تمبكتو مالي : مركز أحمد بابا التنبكتي ورقة 3 .
________________________________________________

كما وصف الحسن الوزان مباني تمبكتو بقوله (دور تمبكتو عبارة عن أكواخ مبنية بأوتاد مخلوطة بالطين ومسقوفة بالتبن ، في وسط المدينة مسجد مبني بالحجر المركب بالطين والجير على يد مهندس أندلوسي من مدينة (1) (لمانا) (2) . ولا شك أن مدينة تمبكتو شرعت في بناء منازلها ذات الأسقف المنتظمة بعد أن حكمها الملك (منسا موسى) بفترة قليلة الأمر الذي يوضح لنا أن مدينة (تمبكتو) (وجاو) (3) ومدن مالي بالكامل اتسعت كثيرا على يد (منسا موسى) (4) . ووصف مدينة بأنها مدينة ذات جمال رائع وكان أهلها يدينون بالإسلام ويحبون السنة ويحاربون البدع فلهذه المدينة فضائل عديدة ، فإن من دخلها خائفا وجد الطمأنينة ومن سكن فيها عاما أو أكثر نسي فعلته وتاب عند دخوله لها فهي دار فقه وعلم وصلاح ، حيث سكنها صفوة من العلماء والفضلاء . حتى لا يوجد مكان من المدينة إلا وفيه ولي من أولياء الله الظاهرين والباطنين (5) . وقد قال عنها السعدي (ما دنستها عبادة الأوثان ولا سجد على أديمها قط لغير الرحمن ، مأوى العلماء والعابدين 
____________ 
(1) يقصد بذلك مدينة أبو إسحاق الساحلي .
(2) الحسن الوزان ح2 ص 165 .
(3) مدينة من مدن السودان الغربي تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة تمبكتو كانت تمثل المدينة التجارية يكثر من العلمية ونظرا لتوجه أغلب التجار إليها اتخذتها دولة سنغي عام 869 – 1000 هـ / 1464 – 1591 م عاصمة لها وفي أيام الأسقيين بلغت درجة كبيرة من الازدهار. أما المؤسس الأول لهذه المدينة فيشير بعض المؤرخين إلى أن مؤسسيها مجموعة كبيرة من طرابلس الغرب شدوا الرحال لتلك المنطقة في القرن الخامس الهجري والحادي عشر الميلادي لنشر الدين الإسلامي . عبد القادر زبادية ص 108 بازل دافدسن ص 156 . نعيم قداح ، إفريقيا الغربية في ظلال الإسلام ص 67 .
(4) بازل دفدسن ص 148 .
(5) أحمد بابير الأرواني ، ورقة 8 .
________________________________________________



(ومالق) (1) . الأولياء والزاهدين (2) . وأهل تلك المدينة امتازوا بالسماحة فلم يكن منهم من به فظاظة وكانوا كرماء (3) يحبون الغريب ويحترمونه ويقدمونه على أنفسهم ولا ينسون من عاشرهم من الناس (4) . وهذا ليس بغريب فالإسلام حمل معه إلى تلك الجهات الصفات الحميدة التي كان لها تأثيرها بين الشعوب الإفريقية التي حملت بدورها المؤشرات الحميدة إلى أرجاء السودان الغربي فلا عجب إذن أن صارت تمبكتو (مقامها من السودان مقام الوجه من الإنسان ) (5) . لا شك أن هذه العبارة تنم عما كان لتمبكتو من قيمة جليلة لدى أهالي السودان الغربي .
الحياة الاقتصادية في مدينة تمبكتو :
تقع مدينة تمبكتو على ملتقى طرق القوافل القادمة من الشمال الإفريقي وهذا الموقع أعطاها مركزا حيويا وإستراتيجيا ذا أهمية بالغة في المجالين الاقتصادي والحضاري . لقد عرفت تمبكتو بتجارتها عبر العصور وأن التجارة كانت تمثل بالدرجة الأولى المصدر الرئيسي في حياة السكان وتأتي بعدها الثروة الحيوانية التي تمثلت في الإبل والأبقار والأغنام والخيل والحمير (6) وكانت حرفة الرعي حرفة أساسية في حياة السكان الجاورين للمدينة فتوافدوا عليها يبيعون أغنامهم هناك ويشترون ما كانوا يحتاجون إليه من سلع 
(1) ملقى 
(2) عبد الرحمن السعدي ، ص 21 .
(3) نفسه والصفحة .
(4) أحمد بلعراف التكني ورقة 21 .
(5) أحمد بابير الأرواني ورقة 9 . 
(6) أحمد بلعراف التكني ورقة 20 .
________________________________________________
مساهمين بذلك في حركة التجارة واعتمد السكان كذلك على بعض الحرف مثل النجارة والحدادة والخرازة والدباغة وغيرها وفي هذا المضمار فقد عرفوا بأنهم أهل مهارة وإتقان لتلك الحرف وخاصة الذهب والفضة (1) . ومن الجدير بالذكر أن أهل تمبكتو لم يعنوا بالزراعة بالرغم من أن بلادهم لا تبعد كثيرا عن نهر النيجر (2) الأمر الذي حدا (بأحمد بلعراف) (3) أن ينتقدهم لعدم اهتمامهم بغرس الأشجار أو الزراعة . وبديهي أنه كان صائبا في نقده لهم بيد أن التجارة كانت تمثل الشريان الرئيسي للحياة الاقتصادية في مدينة تمبكتو . وقد أدت دورا هاما في ازدهارها اقتصاديا وحضاريا فتوافد عليها الناس من كل حدب وصوب وخاصة من الشمال الإفريقي عبر الصحراء الكبرى وفي بادئ الأمر كان تجار الشمال الإفريقي يتوافدون على مدينة (ولاته) التي كانت في تلك الفترة مركزا تجاريا مرموقا قبل ظهور تمبكتو حيث تقاطر عليها جل تجار صنهاجة (مسوفة – وجدالة المتونة) كما توافد عليها تجار من فزان وغدامس وورجلة وطرابلس يحملون بضائعهم إلى تمبكتو ويقايضونها بالذهب والرقيق وسن الفيل وريش النعام وبخور السودان والصمغ (4) . أما من المغرب الأقصى فكان تجار سجلماسة وفاس والسوس يحملون بضائعهم إلى تمبكتو في مقابل أن يعودوا محملين بسلعتها سالفة الذكر (5) .
_________________ 
(1) نفسه ورقة 13 . 
(2) نفسه ورقة 14 .
(3) من قبيلة تكنا وأصله الأول من بلاد السوس بالمغرب الأقصى وقد رحل إلى (شنقيط) ومنها انتقل إلى مدينة تمبكتو وهو من العلماء المتواضعين . بدليل عبارته التي قال فيها بأنه ليس بعالم ولكن يحب العلم وأهله 
أحمد بلعراف التكني ورقة 1 .
(4) أحمد بلعراف التكني ورقة 20 .
(5) نفسه ورقة 12 والسعدي ص 21 

________________________________________________

كما توافد على مدينة تمبكتو تجار من توات التي يرجع تأسيسها إلى رجال من مالي وتعتبر نقطة تموين للقوافل القادمة من الشمال الإفريقي والخارجة منها إضافة إلى ذلك فقد توافد عليها تجار من (درعة) (1) يحملون إليها بضائعهم ويعودون ببضائع تمبكتو (2) . كما وفد إلى مدينة تمبكتو تجار من مناطق السودان الغربي المجاورين لها من (جنى) (3) (وجاو) (4) إضافة إلى ذلك فإن الشيء الذي دعم موقف تمبكتو لتصبح بهذه العظمة التي وصلت إليها هو ظهور الإسلام في غرب أفريقيا الذي أعطى لهذه المدينة دفعة جديدة كما كان للتجارة عبر الصحراء دور هام وفعال في نمو مدينة تمبكتو حيث وصلت ذروتها في القرن العاشر الهجري ، السادس عشر الميلادي الذي عرف بالعصر الذهبي لتلك المدينة . والجدير بالذكر أن اقتصاد تمبكتو وتجارتها لم تتأثر بالمضاربات التجارية التي كانت تحدث في المناطق المجاورة لها وذلك خلال القرنيين الخامس والسادس الهجريين الموافق الحادي عشر والثاني عشر الميلاديين . وقد شكلت المدينة جزءا من مملكة مالي الإسلامية منذ بداية عام 726 هـ / 1325 م غير أنها احتفظت بحكم ذاتي أستمر حتى عام 837 هـ /
ــــــــــــــــ
(3) مدينة تقع جنوب المغرب الأقصى وشرقي إقليم السوس يمر بها نهر طويل يدعى نهر وادي درعة ينبع من جبل درن ويسير حتى يصب في المحيط الأطلسي وفي العصور الوسطى كانت مدينة درعة مركزا تجاريا مرموقا حيث تكثر بها الأسواق والمتاجر وكان تبادل تجاري وخاصة مع بلاد السودان كما كانت لها مكانة علمية مرموقة حيث نزلها العديد من العلماء الأفاضل الذين أدوا دورا مهما في تنوير الفكر في منطقة السودان الغربي كما كانت بها مكتبات ذات شهرة عالية . أما عن التركيبة السكان فهي مزيج من العرب وصنهاجة البكري ص 153 أحمد مختار العبادي والكتاني محمد إبراهيم المغرب العربي في العصر الوسيط (الدار البيضاء : دار الكتاب 1964) ص 142 .
(2) أحمد بلعراف التكني ورقة 8 . 
(3) مدينة في مالي كان لها نشاط تجاري مع مدينة تمبكتو وهي ليس بعيدة عن العاصمة الحالية لجمهورية مالي باماكو يوجد بها الآن ميناء صغير ترسو فيه السفن الصغيرة .
(4) أحمد بلعراف ورقة 20 . 
________________________________________________
1433 م حيث بدأت فيه دولة مالي الإسلامية تتخلى فيه عن سيادتها على هذه المدينة لصالح طوارق (ماغشارن) المجاورين لها (1) . لقد استمرت قوة تمبكتو في تصاعد منذ القرن السادس الهجري الثاني عشر الميلادي وازدادت أهميتها بعد سقوط دولة غانا الوثنية وقيام مملكة مالي الإسلامية . أما في القرن الثامن الهجري الرابع عشر الميلادي الذي يسميه بعض الكتاب بالعصر الذهبي لمالي(2) فقد تحصلت مالي وخاصة مدينة تمبكتو على نصيب وافر من الرخاء الاقتصادي والعلمي . وشهدت المدينة حركة اقتصادية نشطة تمثلت في التجارة الواسعة مع الشمال الإفريقي والسودان الغربي والشرق العربي فقد بلغ تعداد القوافل التجارية القادمة من مملكة مالي الإسلامية عام 751 هـ / 1350 م اثني عشر ألف جمل وكانت البضائع المصدرة من البلاد العربية إلى مالي تشكل هي أيضا مادة حيوية في الميزان الاقتصادي المالي (3) . وقد ذكر ابن خلدون العلاقات التجارية بينهم بقوله ( وهابتهم أمم السودان وارتحل إلى بلادهم التجار من بلاد المغرب وأفريقيا ) (4) . وبالنسبة لطرق التجارية ، فكانت عديدة ونشطة أهمها :
1 – طريق من مصر تمر بكانو إلى تمبكتو وهي أبعد الطرق .
2 – طريق من تونس تمر بهجار إلى تمبكتو.
3 – طريق من المغرب الأقصى مارا بسجلماسة وتوات إلى تمبكتو .
__________ 
(1) Elias n. saad. Social history Timbuktu : the role of Muslim scholars and notables 1400-1900 london cabridge university press. 1983 pp: 6,11,77 and 278. 
(2) إبراهيم طرخان ، دولة مالي الإسلامية ص 20 ، فيج جي دي ، تاريخ غرب إفريقيا ، ترجمة وتقديم وتعليق السيد يوسف نصر ، راجع الترجمة إلى العربية بهجت رياض صليب ( القاهرة دار المعارف 1982 م ) ص 55 .
(3) نعيم قداح ، إفريقيا الغربية في ظلال الإسلام ص 55 .
(4) ابن خلدون ، ح 6 ص 200 . 

______________________________________________
4 – طريق من تغازة مارا بولاته ومنها إلى تمبكتو (1)
5 – طريق من طرابلس ومنها إلى غدامس ومن ثم إلى تمبكتو (2) وتعتبر تلك الطرق شريانا ساهم في تدفق التجارة وازدهارها بين شمال الصحراء وجنوبها وتمتعت هذه الطرق بمعطيات أهمها : 
1 – أنها تمر بأماكن المياه (3) .
2 – كما أنها تعتبر أقصر الطرق وأكثرها أمنا . 
لقد كان محور هذه التجارة هما الذهب والملح . أما معدن الملح . فإنه يمثل قيمة عظيمة لدى سكان بلاد السودان الغربي والدليل على هذا ما أورده ابن حوقل حين قال ( وربما بلغ جمل الملح في دواخل بلاد السودان وأقاصيه ما بين مائتين إلى ثلاثمائة دينار ) (4) وقد رأى بعض الباحثين أن ازدهار تمبكتو الاقتصادي كان ما بين عامي 494 – 1009 هـ / 1100- 1600 م (5) وكان الحسن الوزان قد أعجب بالنهضة الاقتصادية التي شملت مدينة تمبكتو حيث أكد على كثرة خيراتها وانتشار الحوانيت فيها وخاصة الحوانيت التي تبيع المنسوجات القطنية والأقمشة التي تأتي من أوروبا مصنعة يحملها التجار القادمون من الشمال الإفريقي إلى مدينة تمبكتو (6) . وهذا دليل صريح على مدى ما وصلت إليه هذه المدينة من نهضة في جميع المجلات وما وصول منسوجات أوروبا إلى هناك إلا دليل قوي
_________________ 
(1) أحمد شلبي ح 6 ص 197.
(2) محمد الميري ص 118 .
(3) تكثر آبار المياه في المناطق الصغيرة التي تمر بها الطرق سالفة الذكر في ( صحاري أم عزين ) (وروغ) (وإطار) . عبد العزيز بن عبد الله ، الموسوعة المغربية للأعلام البشرية والحضارية معلمة الصحراء ، الرباط : مطبعة فضالة 1976 ) ملحق 1 ص 142 .
(4) ابن حوقل ص 98 . 
(5) elias . n . Saad. P : 13
(6) الحسن الوزان ، ح2 ص 165- 166 .
________________________________________________
على نشاط الحركة التجارية وهذا ما أكده المؤرخ عبد الرحمن السعدي الذي كشف النقاب عن أن تمبكتو كانت ملتقى للتجار أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة من كل قبيلة ومن كل المناطق (1) . وقد ساعدها في ذلك توافر النظام والأمن في ربوعها.
تغازة :
تغازة هناك اختلاف في تسمية تغازة فمنهم من يعرفها ( بتغازة ) ومنهم من يعرفها ( بتغزة ) (2) ولكن أغلب الكتابات تطلق عليها إسم تغازة . موقعها متوسط بين المغرب الأقصى والسودان الغربي (3) . ومعظم سكانها من قبيلة مسوفة إحدى قبائل صنهاجة الصحراوية وتعتبر تغازة المصدر الأول لمعدن الملح الغالي الثمن في السودان الغربي الذي يصل ثمنه أحيانا إلى وزنه ذهبا .(4) . وقد اشتهرت بالملح ونسجت حولها الأساطير حتى قيل إن حيطانها وأسوارها وأبوابها وسقوفها مبنية من صفائح الملح (5) . وأن جلود الحيوانات مثل الجمال قد استعملت في كساء بعض بيوتها (6) . وقد أمدنا الحسن الوزان بمعلومات قيمة عن مناجم ملح تغازة بقوله (فكان مأهولا فيه عدد من مناجم الملح تشبه مقالع الرخام يستخرج الملح 
ــــــــــــــ
(1) السعدي ص 21 ، .13 .elias saad . p
(2) مجهول ، مخطوطة خبر السوق رقم 1044 تمبكتو مالي مركز أحمد بابا التنبكي ورقة 10 القزويني ص 25 ، الحسن الوزان ح 2 ص 108 .
(3) القزويني ص 67 .
(4) عبد العزيز بن عبد الله ، ملحق 1 ص 67 .
(5) نفسه والصفحة .
(6) القزويني ، ص 25- 26 ، ابن بطوطة ص 674 .
______________________________________________
من حفر تحيط بها أكواخ عديدة يسكنها المستخدمون لاستخراج هذا الملح وليسوا من سكان البلدة) (1) .وهذا يدل على أن الذين يقومون باستخراج معدن الملح من هذه المناجم ليسوا من سكان تغازة بل هم من الوافدين مع قوافل التجارة لاستخراج هذه المعدن والاتجار فيه ومن هنا كان يحمل إلى مدينة تمبكتو التي ينقصها الملح (2) . غير أننا نجد بعض المصادر تؤكد أن سكان البلاد هم من قاموا باستخراج الملح وبيعه إلى القوافل القادمة إليها حيث حملتها إلى الأماكن التي كانت تحتاج إلى ذلك المعدن (3) . وبالرقم من الاختلاف في الرأي حول من كان يقوم باستخراج الملح وبيعه : أهم من الوافدين ؟ أم من الوطنيين المحليين ؟ فإن ذلك يجب ألا يكون نقطة خلاف لا سيما وأن تركيبة السكان قد توحدت نتيجة للمصاهرة التي تمت بين الوافدين من الشمال الإفريقي والوطنيين الأفارقة إلى درجة يصعب معها التمييز بين هذين العنصرين . واعتمد أهل تغازة في قوتهم ومؤونتهم على ما حمله لهم التجار خاصة من مدن تمبكتو ودرعة اللتين تبعدان عنها بحوالي عشرين يوما الأمر الذي كان يهدد سكان المدينة بالهلاك جوعاً إذا ما تأخر وصول القوافل التجارية (4) . ومن المعروف أن تغازة لم تكن تعاني (5) من مشكلة مياه الشرب إذ كانت بها آبار ( عذبة المياه ) (6) .
______________ 
(1)الحسن الوزان ، ح2 ، ص 108 – 109 .
(2) خبر السوق ، ورقة 10 .
(3) عبد الرحمن السعدي ص 11 ، عبد العزيز بن عبد الله ملحق 1 ص 26 .
(4) الحسن الوزان ج 2 ص 109 ، ابن بطوطة ، ص 674 .
(5) لا غرابة في ذلك والسبب واضح فقد نجد آبارآ للمياه العذبة على شاطئ البحر 
(6) القزويني ، ص 25
________________________________________________
بيد أن مشكلتها المستعصية طبيعة مناخها الذي كان عادة ما يتأثر بالعواصف الشديدة التي تهب صيفا من الشرق وتحمل كثيرا من الحصى الذي إذا صادف عين إنسان ، أفقده بصره (1) . 
الحياة الثقافية في مدينة تمبكتو:
يقترن تاريخ الحياة الثقافية في السودان الغربي بمدينة تمبكتو التي كانت بصدق قلب الحركة الفكرية النشطة في المنطقة التي امتد إشعاعها إلي أرجاء واسعة حتى عمت (كانم ) والسنغال والنيجر وذلك بفضل توافد التجار والعلماء إليها من عرب مغاربة وأندلسيين ومصريين وغدامسيين وطرابلسيين وغيرهم من سكان الشمال الأفريقي والأقطار الإسلامية المعاصرة (2) وقد وجد العلماء وأهل الفكر تشجيعا من أهل تمبكتو وملوكها الذين أغدقوا عليهم بسخاء الأمر الذي أدى إلى بلورة حركة علمية وأدبية واسعة النطاق لم يعرف السودان الغربي لها مثيلا (3) ولم تكن الصحراء الكبرى حاجزا لتدفق مظاهر الحضارة من شمال القارة الإفريقية وجنوبها وغربها في يوم من الأيام (4) ، بل كانت المؤثرات الثقافية والفكرية تتسرب من الشمال الإفريقي إلى السودان الغربي والأوسط وكانت الحضارة التي شهدتها مدينة تمبكتو أصدق مثال لذلك فقد ازدهرت ثقافيا متأثرة بالتيارات الفكرية والحضارة الوافدة إليها من الشمال الإفريقي لاسيما ما بين القرنين السادس والتاسع الهجريين ، الثاني عشر والخامس عشر الميلاديين .
ـــــــــــــــ
(1) الحسن الوزان ، ح 2 ص 109 .
(2) حسن أحمد محمود ، دور العرب في نشر الحضارة في غرب إفريقيا ، مجلة كلية الآداب : ص 57 .
(3) سليم زبال ((أنقذوا تمبكتو)) مجلة العربي ، ( الكويت : وزارة الإعلام مارس 1979 م ) ع 244 ، ص 7 .
(5) إبراهيم حركات ، دور الصحراء الإفريقية في التبادل والتسويق خلال العصر الوسيط ، مجلة البحوث التاريخية ( طرابلس : مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية يناير 1981 م ) ع الأول س3 ص 27 .______________________________________________

وقد وصلت تمبكتو في هذه الفترة إلى قمة مجدها في تطورها العمراني والثقافي . إن الفضل في تثبيت دعائم العقيدة الإسلامية في دولة مالي والسودان الغربي بأكمله راجع إلى جهاد المرابطين في القرن الخامس الهجري الحادي عشر الميلادي الذين أعطوا الإسلام سندا سياسيا بجهادهم الذي تمخض عنه إسقاط مملكة غانا الوثنية عام 469 هـ / 1076 م (1) . وبالرغم من أن المسلمين كانوا يتمتعون بمكانة مرموقة في دولة غانا الوثنية فإن تحركهم من أجل نشر الإسلام والعروبة كان محدودا أو بطيئا لم تتح لهم حرية دينية أوفر إلا في عهد مملكة مالي الإسلامية التي بدأت منذ فجر قيامها بالعمل على دعم الاسلام ونشره إضافة إلى ذلك كان للطريقة القادرية التي دخلت السودان الغربي في القرن التاسع الهجري ، الخامس عشر الميلادي بواسطة مهاجرين من مدينة توات اتخذوا من مدينة ولاته قاعدة لطريقتهم ومن ثم انتقلوا بها إلى تمبكتو (2) . وقد ساعد انتشار الاسلام بين القبائل الوثنية في مالي وخاصة بعد اعتناقها الاسلام جماعات وفدت من (مدار) (3)وطرابلس والقاهرة وفاس والقيروان (4) . ونتيجة للازدهار العلمي الذي ساد مدينة تمبكتو أصبحت قبلة للعلماء والفقهاء ومفخرة لأهلها الذين ينتسبون إليها وقد احتفظت تمبكتو بمركزها الثقافي الهام طيلة فترة دولة مالي وسنغي (5).
______________ 
(1) آمين توفيق الطيبي ، دراسات وبحوث في تاريخ المغرب والأندلس ص 265 ، آمين توفيق الطيبي ، دور المرابطين في نشر الاسلام في السودان الغربي ، مجلة الفصول الأربعة ، رابطة الأدباء والكتاب طرابلس ديسمبر 1984 م ) س 4 ع 27 ص 100 .
(2) حسن إبراهيم حسن ص 43 عبد القادر صالح نور الدين علاقة فزان بكانم بين 3/ 7 هـ 9 –13 م رسالة لنيل الماجستير جامعة الفاتح ليبيا 1986 م 130 .
(3) قرية من قرى موريتانيا . [قد يكون المقصد أطار]
(4) عبد العزيز بن عبد الله ملحق 1 ص 163-164 .
(5) عبد القادر زبادة ، ص 103 .
_______________________________________________ وقد برز فيها طائفة من العلماء الأجلاء أمثال القاضي محمود كعت ، (التنبكتي مسكنا الوعكري أصلا) (1) . كما أنها اختصت دار السلطان منسا موسى التي اختطها المهندس أبو إسحاق الساحلي (2) المعروف بالطويجين والموحدي الغدامسي اللذان أبدعا في بنائها (3) وعملا على نقل الطراز المغربي إلى السودان الغربي . أما البحث عن أصل سكان مدينة تمبكتو فيقودنا في النهاية إلى أنهم كانوا ينتمون إلى أصول عربية تجري في عروقهم الدماء الزنجية . وتشير بعض المصادر إلى أن أغلب سكان هذه المدينة من البيضان الذين هم مزيج من عرب المشرق وعرب المغرب (والطوارق) (4) . ولقد ارتبطت عادات أهالي تمبكتو من حيث الفن المعماري والتقاليد الأخرى بالشمال الإفريقي فكانت بيوتهم على الطراز المعماري المغريبي الأدلوسي إضافة إلى ذلك تشبه حكامهم وأمراؤهم وحتى عامة الشعب بالعرب في زيهم وعاداتهم وتقاليدهم فكانت الأكلة الشعبية عندهم الكسكس المشهورة في الشمال الأفريقي (5) . وقد ذكر لنا السعدي أن عمارة تمبكتو أتتها من المغرب بطابعها العام
_______________ 
(1)محمود كعت ، ص 9 .
(2)يعرف بطويجين مهندس معماري وأديب من بلاد غر ناطة خرج من أرضه في القرن الثامن الهجري الرابع عشر الميلادي يجول في بلاد الشرق وهو في طريقه إلى الأراضي المقدسة لتأدية فريضة الحج كان لقاؤه بالسلطان منسا موسى سلطان مالي فدعاه منسا موسى إلى بلاده وقبل الدعوة ورجع مع سلطان مالي وشارك في النهضة المعمارية بمالي وذاع صيته في أرجاء السودان الغربي لما أدخله من إبداعات معمارية . توفي بتمبكتو ودفن بها . الناصري ، ج 3 ص 152 ، أمين توفيق الطيبي (مهندس أندلسي في مالي ) ، مجلة تراث الشعب اللجنة الإدارية للإعلام الثوري ( طرابلس ربيع الآخر جمادى الأولى 1393 ور) س 4 ع 13 ص 312 . 
(3)عبد القادر زبادية ص 104 عبد الفتاح إبراهيم ص 54 . 
(4)أحمد بابير الأرواني ورقة 10-14 .
(5)نفس الورقة .
_______________________________________________
سواء من ناحية بناء المساجد أو المحلات التجارية أو المباني السكنية أو غيرها (1) . وقد ذكر أحمد بابير الأرواني أن الجامع الكبير المعروف (بجنكري بير) (2) ومعناها عندهم المسجد الكبير[بلغة السنغي] بنى على الطراز المغربي وكان صغيرا في بدايته ثم تطور وكان ذا موقع ممتاز يتوسط المدينة وهو كما يذكر أول مسجد بنى في المدينة وقام على بنائه الحاج (كنكة موسى) أي مسنا موسى حاكم مملكة مالي الإسلامية في أوائل القرن الثامن الهجري الرابع عشر الميلادي بعد رجوعه من الأراضي المقدسة . وقد توسع المسجد على يد العاقب القاضي محمود لاستيعاب المصليين الذين كثر عددهم وكان ذلك أواخر القرن العاشر الهجري السادس عشر الميلادي (3) . وهذا وتشير بعض الآراء إلى أن مسجد سيدي يحيى هو أول مسجد بنى في تمبكتو وقد بناه ملك مقشرن وذلك قبل عهد السلطان منسا موسى وقد امتدت يد التخريب إلى هذا المسجد فاندثر ولم يبق منه سوى موضعه الذي بنى فيه ولم يتم تجديده إلا في عهد (محمد نضي) الذي اغتصب الحكم في تمبكتو وأسند إمامة هذا المسجد إلى شيخ يدعى (سيدي يحيى سنة 868 هـ / 1462 م ثم جدد بناء مسجد سيدي يحيى للمرة الثالثة في سنة 976 هـ / 1568 م) (4) .
جامعة سنكري :
يذكر السعدي أن الذي قام ببناء جامعة سنكري سيدة غلالية فاضلة
ــــــــــــــ
(1) عبد الرحمن السعدي ص 21.
(2) فهمي هويدي (مالي عنان المجد والفقر) مجلة العربي (الكويت : وزارة الإعلام يوليه 1982) ع 184 ص 123.
(3) أحمد بابير الأرواني ، ورقة 18.
(4)عبد الرحمن السعدي ص 26 ، محمد حجي ، الحركة الفكرية بالمغرب في عهد السعديين (المغرب: مطبعة فضالة أبريل 1977م) ح 2 ص 635.
_______________________________________________ كانت ذات ثورة وحسب ونسب(1) . ولم نعثر علي تاريخ يحدد بناءها إلا أن كعت ذكر أن بناءها كان في عهد القاضي العاقب إبن القاضي محمود وهو من أبناء القرن الثامن الهجري الرابع عشر الميلادي الذي أدخل عليها تحسينات بأن ألحقها بالمساجد المجاورة لها ومن ثم يبدو أن جامعة سنكري كانت قبل هذا القرن ولربما كان بناؤها في القرن السادس أو السابع الهجريين الثاني عشر أو الثالث عشر الميلاديين . وقد ذاع صيت هذه الجامعة بما بلغته من مستوى علمي رفيع وجعلت من مدينة تمبكتو عاصمة من عواصم الدين والعلم والأدب في بلاد السودان وكل ذلك راجع إلى العرب الذين نقلوا الإسلام إلى تلك المناطق منذ القرن الثالث الهجري التاسع الميلادي فانتشرت على نطاق واسع اللغة العربية والثقافة الإسلامية . وقد انفتحت هذه الجامعة على العديد من مراكز العلم في الأندلس والشمال الإفريقي في فاس ومراكش وبجاية وتونس وطرابلس وغيرهما من مراكز الحضارة (3). حيث كان التشابه واضحا بينها وبين جامعة القرويين بفاس في التدريس وأساليبه وفي المناهج التي كانت تدرس في فاس وتمبكتو - كما توافد طلاب منها إلي مدينة فاس من أجل التزود بالعلم وما رحيل القاضي ( كاتب موسى) إلي مدينة فاس لتعلم العلم في عهد مملكة مالي الإسلامية بأمر من السلطان العادل موسى (4) إلا دليل واضح على الامتزاج الحضاري بين جامعة سنكري ونظيراتها بالشمال الإفريقي وقد اشتغل بهذه الجامعة رجال جمعوا بين العبادة والتدريس نذكر منهم على سبيل المثال : الفقيه محمد بن عمر بن محمد
أقيت كما تولى من بعده الإمام اندغ محمد بن الفقيه المختار
____________________ 
(1)عبد الرحمن السعدي ، ص 62 .
(2)نفسه ص 57 محمود كعت ، ص 13 .
(3)محمد عبد الرحمن سوالمة ، تمبكتو جوهرة تغمرها الرمال (بيروت : مطبعة المتوسط 1986 م) ص 44 . 
(4)عبد الرحمن السعدي ص 57 . 
________________________________________________
النحوي (1) كما تولى بعد ذلك الفقيه أحمد بن صالح ابن عمر وكان عالما بالأدب واللغة وتولى بعد ذلك بلقاسم التواتي (2) . إضافة إلى ذلك فقد كانت جامعة سنكري التي ذاع صيتها تقوم بنفس المهمة التي تقوم بها معاهد ومدارس القاهرة الدينية من حيث أساليب التدريس وغيرها (3) . ولعل ما يميز جامعة سنكري أنها شابهت قريناتها من مراكز الحضارة في الشمال الإفريقي والشرق العربي في مواكبتها للعلم وانتقال العلماء الأمر الذي جعلها تواصل مسيرتها العلمية الرائدة وأن استمراريتها ، كانت على يد السلطان (منسا موسى) الذي انصب جل اهتمامه بها وجلب لها صفوة العلماء والفقهاء من الأماكن المختلفة للتدريس بها إضافة إلى ذلك فقد أوفد العديد من الطلاب للدراسة في جامعة القرويين بالمغرب الأقصى وإلى طرابلس وغدامس والجامع الأزهر وغيرها من المعاهد التي كانت تشع بالعلم في تلك الفترة (5) . كما أنه أحضر لها نوادر الكتب من مصر والحجاز ومن الأقطار التي مر بها ومن ثم أنفق جزءا من أموال مملكته على شراء الكتب . وهذا يعتبر بحق مفخرة لهذه الجامعة إضافة إلى ذلك تمتع رجال العلم دون غيرهم من الطبقات باحترام خاص حيث إن السلاطين كانت لديهم مراسيم تنص على أن رجال العلم وأولادهم ومالهم في أمان تام وحماية كاملة ، تكريما وإجلالا للعلم (6) . 
_____________________ 
(1) نفسه ، ص 63 .
(2) محمد عبد الرحمن سوالمة ،/ ص 45 . 
(3) رولاند أليفر فيج ، موجز تاريخ أفريقيا ، ترجمة دولت وأحمد صادق ، مراجعة محمد السيد غلاب ( مطابع كوستالوس وشركاه 1965 م ) ص 102 . 
(4) جبريل دكوري مدينة تمبكتو ، بحث مقدم إلى مركز أحمد بابا في إطار الموسم الثقافي 1983 م ورقة 3 لم ينشر . 
(5) حسن أحمد محمود ، مجلة كلية الآداب ، القاهرة ص 89 .
_______________________________________________ ولذا اهتم علماء تمبكتو بتدريس الكتب التي كانت تدرس في المعاهد العلمية في شمال الإفريقي والشرق العربي ، منها الموطأ للإمام مالك والمدونة والمختصر والأصول والبيان والمنطق وأصول السبكي وتلخيص المفتاح ومختصر خليل وألفية العراقي وصغري السنوسي وشرح الجزيرة وحكم ابن عطاء الله مع شرح ((زروق)) ونظم أبي مقرعة الهاشمي في التنجيم ومقدمة التاجوري ورجز المغيلي في المنطقة (1) والخزرجية في العروض وشرح الشريف السبتي وتحفة الحكام لابن عاصم مع شرح الشريف والمدونة بشرح أبي الحسن البرذيلي (2) وكذلك كتاب الشفاء للقاضي عياض ((ونسيم الرياض)) (3) وصحيح البخاري وصحيح مسلم وجامع المعيار للونشريس (4) وبالإضافة إلى هذه الكتب التي كانت تدرس في هذه الأماكن كانت هناك مؤلفات ليبية حظيت بعناية وإعجاب حتى الآن وتدرس في مدينة تمبكتو(5) وهذا ليس بغريب فقد كان هناك علماء أجلاء من ليبيا أمثال (المصراتي) (والغدامسي) وغيرهما (6) . هذه الكتب التي كانت تدرس في مساجد تمبكتو وجامعة سانكري بطريقة علمية منظمة مضافا إليها منهج علمي مدروس . إلا أن الدراسة بها لا تخضع لمنهج زمني مدروس فقد تستمر مدة طويلة وقد تستمر فتر قصيرة 
________________________ 
(1) محمد عبد الكريم المغيلي ، مخطوطة ، منح الوهاب في رد الفكر إلى الصواب ، مكتبة الباحث . 
(2) عبد الرحمن السعدي ص 54 – 46 .
(3) لقد عثر الباحث في مدينة تمبكتو في صيف 1985م على مخطوط بعنوان الشفاء للقاضي عياض وفي حواشي المخطوطة كتاب يدعى بنسيم الرياض لنفس المؤلف غير أن عوامل الجو جعلتها غير واضحة بالدرجة المطلوبة ولكن رغم هذا فإن قيمته العلمية بالغة الأهمية ويكفي أنه يكشف لنا عن أنه كان يدرس من ضمن المناهج في السودان الغربي . 
(4) عبد الرحمن السعدي ص 45-46 . 
(5) انظر الفصل الخامس ، ص 152 .
(6) السعدي ص 152 . 
_______________________________________________
حسب قدرة المتعلم على تلقي العلم (1) . وبعد أن يستكمل الطالب الدراسة يعطى إجازة في المواد التي أتقنها خلال مدة الدراسة . وفيما يلي نموذج من الإجازات التي كانت تمنح للطلاب في مدينة تمبكتو ( بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد والرضى على صحبه وسلم تسليما الحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافي مزيده والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد وعلى آله وصحبه ، وبعد فيقول محمد بن أحمد بن الشيخ قد أخبرني الأخ محمد أحمد بجميع صحيح البخاري وإجازة أوله إلى كتاب الإيمان ومن كتاب التفسير إلى آخر الصحيح قال كما أخبرني محمد بن محمد بقيع بن محمود كورد بجميع صحيح البخاري إجازة وقراءة مني عليه من أوله إلى آخره جزء الوحي وأول كتاب الإيمان ومن هنالك إلى آخر الكتاب إجازة مقرونة بالمناولة قائلا أخبرنا به سيد والدي الفقيه الإمام محمد بقيع بجميعه قراءة مني عليه وسماعا منه بلفظ غير مرة ) (2) وهذه الإجازة سالفة الذكر تمدنا بالعديد من المعلومات في تاريخ الحركة الفكرية في دولة مالي الإسلامية ومن بين هذه المعطيات التي كشفت عنها الإجازة هي : 
(1) – إعطاء فكرة عن الديباجة التي كانت تكتب بها الإجازة في تلك الفترة . 
(2) إمدادنا بأسماء الكتب التي كانت تدرس في تلك البلاد .
(3) أسماء العلماء الذين كانوا يدرسون والتعريف بهم ومكانتهم العلمية وما كانوا يتحلون به من أخلاق حميدة ورفعة علمية . 
___________________ 
(1) حسن أحمد محمود مجلة كلية الآداب ، القاهرة ص 86 . 
(2) محمد بن أحمد بن الشيخ مخطوطة (إجازة) رقم 146 تمبكتو : مالي مركز أحمد بابا التنبكتي ورقة 1 . يعود تاريخها إلى القرن التسع الهجري الخامس عشر الميلادي باتفاق الباحث أحمد سالم أشود وجبريل دكوري وعمر سيسى . 
_______________________________________________ 4 – توضيح المعايير العلمية التي كان يتم بموجبها منح الطالب الإجازة العلمية التي تؤهل المعني لتدريس المادة التي منح فيها الإجازة .
5 – إبراز أنواع العلوم الأساسية التي كانت تدرس في تلك الفترة وكذلك المساعدة لها .
ومن هنا أصبحت مدينة تمبكتو مركزا إشعاع فكري عم بلاد السودان الغربي فقد حملت لها الكتب من بعض بقاع العالم الإسلامي حيث تم نسخها وبيعها في أسواقها فكانت تجارة رابحة حيث أقبل عليها الأمراء والطلاب وأهل العلم الذين كانوا يعملون على تأسيس المكتبات الخاصة بهم وقد تصل مكتبة العالم الواحد إلى ألفي كاتب وقد اهتم السلاطين كثيرا بالمكتبات الخاصة (1) .
هذا يدل على مركز هذه المدينة وعلى ما وصلت إليه من رفعة في العلم حتى إن مكتبة الرجل الواحد من أهل العلم قد يصل عدد كتبها إلى الألفين مما يدل على تنوع العلم الذي كانوا يدرسونه حينذاك كما يدل على قيمة هذه المدينة حضاريا ، ولا يفوتنا في هذا الحديث أن نبرز دور صفوة من العلماء أدوا دورا بارزا في تنوير الفكر الإنساني بمدينة تمبكتو . منهم أساتذة في المدارس والمساجد التي كانت تعج بها مدينة تمبكتو ومنهم رسل المعرفة بشتى فروعها في مناطق السودان الغربي ، ونخص بالذكر في هذا المجال علماء أفذاذا من بينهم العالم أحمد بن محمد أقيت بن عمر بن علي بن يحي التكروري التنبكتي وقد عرف بالحاج أحمد وهو جد العلامة أحمد بابا وكان رجلا فاضلا عالما ورعا وهو من الفقهاء العظام (2) . إضافة إلى ذلك فإنه كان يتصف بأنه نحوي لغوي عالم بعلم العروض 
____________________ 
(1) حسن أحمد محمود مجلة الآداب ، القاهرة ص 86 . 
(2) أحمد بابا التنبكتي ، مخطوطة ، الكشف والبيان لأصناف مجلوب السودان ورقة 7 . أحمد بابا التنبكتي ، نيل الابتهاج بتطريز الديباج (بيروت : مطبعة دار الكتب العلمية بدون تاريخ) ص 89 . محمد بلو بن عثمان بن فودي ، ص 213 .
________________________________________________

وأديب ومن مزاياه ، أنه كان ينسخ كتبه بنفسه فقد نسخ العديد من الدواوين وقد ألف في العديد من العلوم وتتلمذ صاحبنا على عدة أساتذة يرجع لهم الفضل في الوصول به إلى مرتبة العلماء وكان أول أساتذته هو جده لأمه الذي كان يشتغل بالقضاء في مدينة تمبكتو ثم درس على علماء ولاته التي لا تبعد كثيرا عن تمبكتو ثم أخذ النحو عن خاله مختار النحوي وبعد ذلك اتجه صوب الشرق إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج في بداية عام تسعين وثمانمائة 890 هـ / وقد لقي خلال رحلته علماء أجلاء منهم الإمام السيوطي وخالد الأزهري وعندما تولى سني مقاليد الأمور في البلاد اقتصر دور الأخير على التدريس فقط فقد تتلمذ عليه إخوة الفقيه محمد بن عمر الذي درس عليه المدونة وغيرها وقد طلب منه أن يكون إماما فرفض ذلك (1) وتوفي ليلة الجمعة من ربيع الثاني عام أثنين وأربعين وتسعمائة 942 هـ . ومن العلماء عبد العزيز التكروري من أبناء أواسط القرن التاسع الهجري الخامس عشر الميلادي رحل إلى الشرق وحل ضيفا على مصر وقام بالتدريس هناك حيث شرح لهم كل مسائل المختصر لأصولها وقد نقل عنه الخطاب وذكره السيوطي في معجمه بعبد العزيز التكروري (1). ومن العلماء الآخرين العالم الفقيه الحاج التنبكتي جد القاضي عبد الرحمن بن أبي بكر الذي جاء رفقة أخيه السيد الفقيه إبراهيم ببر شغل قضاء تمبكتو في أوائل القرن التاسع الهجري الخامس عشر الميلادي وكان رجلا صالحا عالما . أمر الناس بدراسة نصف حزب من القران الكريم بعد صلاة العصر والعشاء بجامع سنكري . توفي وقبره معروف عند أهل تمبكتو (2).ومن العلماء كذلك العالم الفقيه محمد الكابري الذي استوطن تمبكتو
ـــــــــــ
(3) محمد بلو بن عثمان ، ص 209.
(4) البرتلي ، ص 89.
________________________________________________ في القرن التاسع الهجري الخامس عشر الميلادي وقد عاصر العديد من العلماء أمثال الفقيه (اندغ محمد الكبير) وهو جد القاضي محمد بن عمر لأمه ثم العالم عمر بن محمد أقيت وكذلك سيدي يحي . ولم نعثر عن تاريخ لوفاته (1) . أيضا من العلماء الأجلاء الذين لا يستطيع المرء أن يتجاوزهم في هذا الموضوع العالم والقطب الرباني الإمام (سيدي يحي التادولسي) وهو من رجال أهل العلم والصلاح أدى دورا بارزا في نشر الإسلام والثقافة العربية في تلك البقاع من السودان الغربي وكان هناك مسجد يعرف بأسمه وقد كان الفقيه سيدي يحي معاصرا لمحمد نضى وكان الأخير من العلماء الفضلاء وصديقا حميما ليحيى التادلسي (2) . 
وبما أننا بصدد الحديث عن الحياة الثقافية في تمبكتو يجدر بنا أن نتحدث عن مدينة السوق التي كانت مركز إشعاع حضاري في السودان الغربي فمدينة السوق تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة تمبكتو (3) . وهي تبعد عنها حوالي 400 كم 
وكانت ذات شهرة عالية ومكانة جليلة في نفوس أهالي السودان الغربي وقد وصل إليها العرب في عهد معاوية بن أبي سفيان الذي أوكل أمرها عام 61 هـ / 680 م إلى عقبة بن نافع الفهري رضي الله عنه (4) الذي تم على يده فتح تونس وبناء القيروان وفتح غدامس وودان وكوار ثم ولاته ومزاته وبعدهما السوق (5) .
وقد كانت مدينة السوق قبل فتح المسلمين لها في أيدي الوثنيين بزعامة كسيلة (6) ويدل هذا على قدم هذه المدينة .
___________________ 
(1) نفسه ، ص 107 .
(2) عبد الرحمن السعدي ، ص 23 . 
(3) نعيم قداح ، ص 44 . 
(4) خبر السوق ، ورقة 2 . 
(5) محمد محمود بن الشيخ ، ورقة 3 . 
(6) خبر السوق ، ورقة 2 . 
________________________________________________
ساعد موقع مدينة السوق الاستراتيجي على ازدهار الحركة التجارية بها وقد كانت تعج بأعداد هائلة من السكان (1) . ويبدو أنها كانت على صلة تجارية وثيقة بالشمال الإفريقي والأقطار الإفريقية المجاورة . وعندما جاء عقبة بن عامر الفهري أصلح أمرها بأن بنى بها العديد من المساجد التي حفلت بالمؤذنين والأئمة الذين قاموا بنشر العقيدة الإسلامية ورفعوا رايتها عالية خفاقة وقد مكث بمدينة السوق أعداد من الصحابة الذين رافقوا عقبة ليعلموا الناس أمور دينهم ويمحوا الشرك الذي كان موجودا بها . والصحابة هؤلاء هم أجداد أهل السوق وهذا يدل بوضوح على أن سكان السوق تجري في عروقهم الدماء العربية . وتوضح لنا مخطوطة خبر السوق عددا من الصحابة توفوا بها وأن قبورهم موجودة بها وعلى كل قبر أسم صاحبه والغزوات التي خاضها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأوردت أن أبا محذور مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم هو أحد الذين دفنوا في مدينة السوق (2) . إضافة إلى ذلك كانت مدينة السوق تعج بالعديد من العلماء وأولياء الله الصالحين نذكر منهم على سبيل المثال (أبو عمرو الداني) (3) وهو عثمان بن سعيد بن عثمان بن عمر الأموي المعروف بابن الصيرفي وسمي بعد ذلك بالداني ، ولد بمدينة قرطبة في سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة للهجرة وبعد ذلك انتقل إلى دانية ومن هنا نسب إليها كما أنه يكنى ((أبا عمرو)) بدأ في طلب العلم وهو ابن أربع عشرة سنة واشتهر بالورع واتبع مذهب الإمام مالك درس عليه العديد من رجال الأندلس وغيرهم وكان يقال أبو عمرو الداني قارئ الأندلس وأبو الوليد الباجي فقيهها وابن البر محدثها . وصلت مؤلفات أبو عمرو الداني إلى مائة وعشرين تأليفا منها في رسم القرآن أصغرها جرما كتاب المقنع 
________________________ 
(1) محمد محمود بن الشيخ ، ورقة 3 . 
(2) خبر السوق ، ورقة 4 ، محمد محمود بن الشيخ ، ورقة 3 . 
(3) خبر السوق ورقة 7 . 
________________________________________________ وذكر آخرون أن له مائة ونيفا وثلاثين تأليفا في عدة علوم منها القراءات من قراءة رسم وضبط وتفسير وغير ذلك من التأليف وقد قيل عنه أن له خطا حسنا وذكاء خارقا وقد قيل عن غزارة علمه أنه لم يكن في عصره أحد يضاهيه في حفظه وتحقيقه . وقد قال الداني (( لم أقرأ شيئا إلا كتبته ولا كتبته إلا حفظته )). توفي يوم الإثنين في النصف من شوال أربع وأربعين وأربعمائة عن عمر يناهز الثلاث والسبعين سنة (1) كما كان من العلماء في تلك المنطقة (( أحمد بن أد )) وغيرهم وأهل السوق لهم مكانة مرموقة لدى أهالي إفريقيا باعتبارهم من نسل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد خربت مدينة السوق في عهد أسكيا الحاج محمد 1493 – 1528 م أي قبل جودر ومن ثم انتشر أهلها فبعد أن كانوا أهل استقرار في مدينتهم السوق أصبحوا رحلا تنقلوا حتى طاب بهم المقام في مدينة (( أروان)) في عهد جودر باشا وقد أعجب بهم سكان (( أزواد)) لعلمهم وتقواهم فأغدقوا عليهم الأموال (2) .
______________________ 
(1) شمس الدين أبو الخير محمد بن محمد ابن الجزري ، غاية النهاية في طبقات القراء ، بعناية ج رجستر أسر القاهرة : مكتبة الخانحي 1351 هـ / 1933 / ) ترجمة رقم 2091 ، ص 503 . 
(2) خبر السوق ، ص 7 – 8 . 
تعليق مدير المدونة :
تم بحمد الله الفصل الثالث من كتاب (العلاقات بين مملكة مالي الإسلامية وأهم المراكز بالشمال    الإفريقي) من 7 – 9 / 13 – 15 م. 
تأليف الدكتور الأستاذ الفاضل الهادي المبروك الدالي الذي نتقدم إليه بجزيل الشكر وكامل العرفان بأسم القبائل العربية بأزواد شمال جمهورية مالي على مجهوداته الطيبة وخدمته الجليلة للأمتين العربية والإسلامية . فلقد اخترنا دراسته من مجموعة دراسات عن جوهرة الصحراء تمبكتو بالعربية والأجنبية
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق